إشارة/ جاد الحاج

أديب وشاعر ومسرحي لبناني معروف

إلتقيت شاعراً في سدني ـ أستراليا إسمه شربل بعيني. ذكّرني بجنس من الملائكة اعتقدته مفقوداً من زمان. شاعر دائم الإقبال والبشر والتفاؤل. برغم غضبه وحنقه ليس حاقداً، وبرغم غربته أليف، طيّب، وصاحب معشر.
ويكتب شربل بتلقائيّة وكيفما أراد، بدون هواجس ولا ذرّة تردد. كأن الشعر فمه، وهل رأيت من يجامل فمه؟..
مريح لقاؤنا بشعراء تلقائيتهم فوارة، وشعورهم حيال العالم بقدر ما لا يوافق على قبائحه قادر على مواجهته رأساً برأس دون انكفاء ولا عقد.
ومن جراء هذه البسالة الادبية المشعة رأيت البعيني يواجه جمهور المغتربين ناقداً، داعياً الى التآلف والتكاتف ونبذ الاحقاد وتغيير الظرف الصنمي والشرط التخلفي، للانطلاق الى غد اجمل واكبر.
شعره التهابات عفوية هدفها اقوى من صنعتها، وكأن الحياة، مرة اخرى، تأتي في المقدمة، وهم التغيير يفوق كل الهموم.
شاعر في المغترب، على المقلب الثاني من الارض، شربل بعيني يحيي الامسيات، ويطبع الدواوينن ويلقي على الناس صوتاً، كالسوط حيناً، وكماء الورد أحياناً.
أقترح على المشرفين على مهرجانات الشعر العربي دعوته للمشاركة، فلديه لون يذكّرنا بزمن الهجرة الأولى وعصر النهضة.
الدستور اللندنيّة، العدد 497، 7 أيلول 1987
**