ما تفرّقه السياسة يوحّده شربل بعيني/ أكرم المغوّش

صحافي سوري مهجري

بمناسبة اليوبيل الفضّي لصدور أول ديوان شعري للشاعر والكاتب المسرحي والأديب شربل بعيني بعنوان "مراهقة" عام 1986.
إجتمع العديد من الجمعيّات والأدباء ورجال دين، وقرروا إقامة احتفال كبير تكريماً للشاعر المعطاء شربل بعيني، يتحدث فيه سعادة سفير لبنان في أستراليا الدكتور لطيف أبو الحسن، وسيادة المطران يوسف حتي، وفضيلة الشيخ تاج الدين الهلالي، والشاعر الكبير نعيم خوري، والدكتور قاسم مصطفى، والاستاذ نبيل قدومي، والزميل الشاعر شوقي مسلماني، والأديبة كارولين طاشمان، والمهندس رفيق غنّوم.
لماذا شربل بعيني؟
شربل وهب حياته للأدب مذ كان في لبنان، فهو الشعلة المضيئة في رابطة إحياء التراث العربي، وهو الحركة الدائمة في مدرسة راهبات العائلة المقدسة، وهو باختصار الذي جعل منزله بيت ألأدب والأدباء، باستضافته دائماً روّاد الفكر من أي بلد عربي، وخاصة الذين منحتهم رابطة إحياء التراث العربي جائزة جبران العالمية، مثل الدكتور الأديب عصام حداد، والسفير الشاعر محمد الشرفي، والأديب الدكتور رفعت السعيد، وغيرهم ممن كان صلة الوصل بينهم وبين الرابطة كالأديب المعروف بسلسلة قبسات من الأدب المهجري الأستاذ نعمان حرب، والشاعر الكبير نزار قبّاني وغيرهم وغيرهم.
وشربل بعيني الذي عبر الحدود من "مجدليا" قريته الوادعة في الشمال اللبناني إلى سيدني، عاد إلى العالم العربي والعالم أجمع بمؤلفاته التي فاقت العشرين ديواناً وأكثر.
فلا عجب أن يوزّع معهد الأبجدية في جبيل الذي يرأسه الدكتور الشاعر عصام حداد جائزة شربل بعيني برعاية السفير البابوي في الجزائر المطران فرحات، وسيادة المطران الراعي، والعقيد عبدوني ممثلاً قائد الجيش اللبناني، حيث فاز هذا العام طوني القصيفي، وكريستيان عقل، ورلى فراعة.
شربل بعيني الديناميكي ترجم له الأستاذ آميل الشدياق "الرباعيات" الى الانكليزية مشكوراً، فكيف لا نكرّم شربل بعيني؟.
التلغراف، العدد 2094، 3/12/1993
**
شربل بعيني ترنيمة حب لا يضاهيه إلا هو
يتعجّب كل إنسان ويحتار عندما يتعرّف إلى شربل بعيني في كتاباته ومؤلفاته الشعرية والأدبية والمسرحية، وأكثر، عندما يقرأ لشربل في صحف لبنانية تارة، وعربية مرة، وصحف ومجلات عربية في دول أجنبية.
شربل بعيني ترنيمة حب لا يضاهيه إلا هو، ببراءة يتحدّث، وبقدسيّة يكتب، وبطهارة القلب النظيف من الشوائب والحقد ينظم الشعر باللغة المحكية في آن، وأخرى في الفصحى، ناهيك عن كتابته وإخراجه وتنفيذه لمسرحيّات عديدة.
كل هذه الأمور يمسك زمامها شاعر الوحدة الإنسانية شربل بعيني الذي قررت الجالية العربية على اختلاف الآراء تكريمه في يوبيله الفضّي، بمناسبة صدور أول كتاب له "مراهقة" منذ ربع قرن، بحضور سعادة سفير لبنان الدكتور الدكتور لطيف أبو الحسن، وسيادة المطران يوسف حتي، وفضيلة الشيخ تاج الدين الهلالي، والشاعر الكبير نعيم خوري، والدكتور قاسم مصطفى، والاستاذ نبيل قدومي، والزميل الشاعر شوقي مسلماني، والأديبة كارولين طاشمان، والمهندس رفيق غنّوم.
تكريماً لشربل، قال الأديب الكبير نعمان حرب في جريدة الثقافة السورية: "إن هذا المهرجان الأدبي الكبير الذي تقيمه الجالية العربية بكافة منظماتها وهيئاتها المختلفة لتكريم الأدب في شخص شربل بعيني، هو نهرجان لكل أديب ينطق بالضاد في العالم، وهو وسام شرف على صدر كل أديب عربي، ووشم على غلاف القلب العربي أينما كان لا يمحى ولا يزول".
وقال الأديب الصديق محمد زهير الباشا: " ها هوذا صوت الشاعر شربل بعيني ينادي بسقوط الباستيل، فترتفع في شوارع مدينة النور أغنيات الحب، وتلتهب الأنفاس، فتحنو على الصدور آهات المعذبين، خاصة وهو الذي قطف من رؤوس :المجانين" موسماً رصع به خزانته التي أثمرت الريف وأينعت أوراق السنابل.
وكذلك كتب الأديبان مفيد نبزو ومحفوض جرّوج من سوريا:
أنت لحن من ينابيع الأزل
زف يا شربل أشعاراً إليا
كرمة العاصي عروساً لم تزل
تعشق الأرز الذي في "مجدليّا".
شربل بعيني دائماً السباق إلى لقاء الأدباء والشعراء والكلمة الواعية. هنيئاً ومرحى لك يا شربل.
النهار، العدد 828، 18/11/1993
**