أديب مهجري
عزيزي شربل بعيني..
مرّة أخرى،
تقف الكلمات حائرة أمام عظمة أعمالك.
مرّة أخرى،
تتراكض الجمل على لساني،
تتوثّب للتعبير عمّا يعتمل في قلوبنا من فخر واعتزاز بمشوارك ألأدبي.
أقف حائراً أمام هذه الجمل،
لأختار ما هو أبلغ،
وما هو أعمق،
ولكن سرعان ما يبعدها شعور داخلي خارج من الصميم،
لأنك في مرتبة أسمى من أن تدوّن على قرطاس بواسطة يراع،
ولأن عطاءاتك تبقى بمنأى عن جميع الكلمات.
بالأمس القريب،
كان تكريمك على "مناجاة علي"،
ويومها قلت فيك: "إن الروح الإلهية تتجسّد بكلماتك على الأرض".
واليوم، ماذا أقول؟
لا أعرف!
كل ما أعرفه أني لا أزال معك في الصفحة الأولى،
ولم أصل بعد إلى النواة.
مراراً، قلت: وصل شاعرنا إلى قمّة المجد والعطاء،
ولكن، ما أن يمر يوم جديد، حتى أراك تعطي أكثر وأكثر.
حقاً إنك ينبوع من العطاء لا ينضب.
في احتفالنا بيوبيلك الفضي،
أرى كلماتك تنسكب في آذان الجميع ذهباً خالصاً،
لتستقرّ في أعماق أرواحنا طمأنينة ورفاهية.
عذراً،
أيها الحبيب شربل بعيني،
فرغم كلامي الكثير،
لن أجد الكلمة المعبّرة،
التي تبلور فخرنا واعتزازنا بك.
فاقبل منا أحر التهاني بهذا اليوم السعيد.
سيدني 1993
**