نقطة زيت/ جوزيف قرعان

إعلامي مهجري مقيم في ملبورن

ان "نقطة الزيت" التي سكبتها في كتابك الشعري الجديد، كانت محطة شعر وفكر وفلسفة شعرية قديرة، خرجت من شاعر قدير وصاحب مواقف تجذب إليها القارىء، وهو في قمّة التحسّس بما يقرأ.
فالشعر الذي أنزلته في "أللـه ونقطة زيت" اتسم بالعفوية النادرة، والتجدّد بالكلمة الشعرية الناضجة، حيث بيّنت لله عز وجل الخدعة الانسانية الصادرة عن الجهل والكفر والايمان المزيّف في هذه الدنيا الواسعة من خلال التظاهر والمكابرة.
لذلك، نطلب من شاعرنا شربل بعيني المزيد من هذه الأشعار التي يتجسّد فيها الصدق والحب قولاً وفعلاً، ربما يعود الانسان عن غيّه، ويحظى بمحبة الله له مع نقطة زيت مشبعة بالايمان والتسامح.
فشكراً لك على هديتك العظيمة، وشكراً على هذا التحوّل المبدع الفريد من نوعه في عالمنا اليوم.
البيرق، العدد 84، 11/3/1988
**
أمسية ملبورن
بصوت صافٍ، وبحماس نابع من القلب، قدّم الشاعر الكبير شربل بعيني ندوته الشعريّة التي دعي إليها من قبل الأستاذ كلارك بعيني، يوم الأحد الماضي، وحضرها جمهور من عشّاق الشعر والأدب، ومراسلو الصحف والإعلام، يتقدّمهم سيادة المونسنيور بولس الخوري.
قدّم الأستاذ كلارك شاعرنا الوطني بكلمة شكر فيها كل من كتب أو قرأ عن شربل بعيني (لأن لولاهم لما كان هناك كتاب شربل بعيني بأقلامهم). وقال: (إن اللقب الوحيد الذي يليق بشربل هو لقب الشاعر المكافح، لأن شربل أحب الشعر منذ حداثة سنّه... ولقّب بالشاعر الصغير).
إن هذه الأمسية الشعريّة الجميلة أعادتنا إلى ليالي الشعر والأدب والفن في لبنان، حيث كانت الكلمة تخرج من فـم ناطقها، آنذاك، تحمل في معانيها حبّ الأرض والطبيعة والجمال. لكن هذه المرّة، تحمل بشعر شربل بعيني الأسى والحسرة والحماس على وطن يذوب من قلّة إدراك شعبه، واستسلامهم لمطامع زعمائهم الشخصيّة.
البيرق، 30 آب 1986
**
هدية قيّمة
الهديّة القيّمة التي تسلّمتها، والمرسلة من الشاعر الكبير الاستاذ شربل بعيني، وهي عبارة عن كتاب بعنوان "رباعيات"، أعتبرها جزءاً من المحبة المتبادلة بيننا، خاصة وأنني أعتبر شعركم بمثابة الطلقة الصارخة كما جاء في هذا البيت:
يللا سوا نطرد غريب الدار
الـ ولّع بقلب الدار حقد ونار
الـ خلاّ السما تسوّد بسموم
وخلاّ بكذبو الجار يدبح جار
أشكركم على هديتكم، مع تمنياتي القلبية أن تتحوّل كل أفكاركم إلى حقيقة واقعة.
البيرق، العدد 18، 28/11/1986
**
إلى شاعر الغربة الطويلة
تحيّة حب وتقدير لأشعارك التي نحتاج إليها في غربتنا، خاصة أننا نعيش في ظروف يمتلكها الخوف والقلق على وطن مزّقته الغيرة والطمع والجشع.
هذا ما أحسست به بعد قراءتي لديوانكم الجديد "أحباب" الذي أعتبره قيمة فكرية مميزة، قلّ نظيرها على المستوى الشعري العام، بدليل أن القارىء المدرك يظن نفسه يستمع إلى الشاعر من خلال أبياتكم الشعرية الموضوعة في إطار سهل الفهم والتعبير، على مستوى كل الطبقات العلمية.
لذلك اسمح لي بهذه الأبيات تعبيراً عن تقديري لشخصكم الكريم يا شربل بعيني، يا شاعر الغربة الطويلة، وفكر لبنان الجريح، مع عذري سلفاً عن الأخطاء إذا ما وجدت:
ـ1ـ
إسمك مزيّن بأربع حروف
بالقداسه والطهر معروف
بالغربه.. بالشعر انتفض
يحكي وطن.. حكمته الظروف
ـ2ـ
"الشين".. شاعر حيّر الكلمات
ببيوت ملوّنه بألوان
"والراء".. رسول حيّك الآيات
بشعر انخطف بالألحان
"والباء".. باعث فكر، نظم الأبيات
بأدب، بفلسفة الزمان
"واللام".. لامع لمعة الشمسات
ع تلج صنين وأرزنا المنصان
ومن هيك..
مع كل طلعة شمس جديده
عم تخلق قصيده
بأبيات شعرية مفيده
فيها النغم والأمل والحب
للوطن.. للأرض العنيده
البيرق، العدد 221، 6 تموز 1990
**