وجدت فيك شاعراً حرّاً طليقاً تعشقه النجوم..
هزاراً صدّاحاً بنغمات لا تعرف الأسى والمذلّة،
تنثر في كلّ مكان منثوراً وفلاًّ،
تزرع الأشواق في الطريق أمنيات..
قامةً طويلة تعانق الغيم والنجوم،
تستعذب لذّة النجوى وزهو الاكتشاف..
عيناً تحدّق في الظلمات،
تنزع من الليل المحمول على الأكتاف فجراً..
زهرةً تفتّحت بين أيدينا، فأحالتها شمساً من نضار..
أرزةً شامخة نبتت في صحراء الغربة..
ومضةً مزّقت عين السماء الضريرة..
سيفاً لا يُغمدُ، وفارساً في كلّ ساح..
صوتاً من نار، عن الحقّ يدافع..
شعاعاً يبدّد البرد الجامد في الأطراف،
فيتفتّح الدفء زهرة في أعماقها..
نسمةً هبّت على الجذور الجدباء، فسرى النسغ في أحشائها..
جدولاً روى شجرة الشعر، فغدا جمالها يبهر العيون بوارف ظلالها..
ملجأً تأوي إليه الطيور لتحتمي من ريح غدّارة..
كتاباً يقول الحقيقة، كلماته ثائرة النبرة حرّة..
سحابةَ خير أمطرت، ففجّرت الينابيع في البيداء..
مرفأً ترسو فيه سفن الأرواح الظامئة للحب والجمال..
جسرَ العابرين إلى ضفاف غدٍ وضّاء..
هل أنت كلّ هذا؟
نعم، يا عطراً يطلّ على القصائد..
إنّك شاعرٌ.. والشاعر هديّة السماء للبشر".
البيرق، العدد 149، 16/6/1990
**